خطاب لمعالي السيد هلال بن سعود البوسعيدي من الشيخ سليمان يطلب منه إرجاعه إلى محكمة نخل أو يحيله للتقاعد لوضعه الصحي

نـــــص الوثيقـــــة

التاريخ: ٢٩ / ١ / ١٤١٠ هـ ٢١ / ٨ / ١٩٨٩ م معالي السيد المكرم هلال بن حمد بن حمود البوسعيدي — حفظه الله وزير العدل والأوقاف والشؤون الإسلامية الموقر السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .. وبعد .. فانني كما تعلمون معاليكم عملت في سلك القضاء مدة تصل خمسا وثلاثين عاماً تنقلت خلالها بين العديد من الولايات، ولم أتذمر يوما من أي تكليف ايماناً مني بآداء الواجب خدمة للدين والمسلمين والوطن والحكومة، ولآن وبعد أن جاوزت الثمانين من العمر ووهن العظم مني ولازمتني الأمراض ولم تعد صحتي تساعدني - كما كانت - على تحمل المشاق رأيت من الضروري أن أرفع إليكم أمري هذا. فاذا كانت حالتي الصحية كما أشرت فكيف لي أن استطيع العمل في ولاية الرستاق هذه الولاية المترامية الأطراف ذات الأودية الواسعة الشاسعة، والقرى المتعددة المتباعدة والكثافة السكانية العالية، ومع هذا فانني اتحمل مشوار الذهاب اليومي بين نخل والرستاق، وهذا أمر مرهق يضاعف من الأمراض التي لا تنفك تعاودني كثيرا وتلك سجلات المستشفى السلطاني تثبت ذلك. وعليه فانني اطلب من معاليكم التكرم بنقلي الى محكمة نخل حيث أعيش أسوة بالمشايخ الذين هم أترابي في العمر وليسوا بأسوأ حال مني من حيث الصحة كالشيخ سيف بن راشد المعولي مثلاً. فاذا رأيتم معاليكم تحقيق رغبتي هذه فانني أكون ممتنا لكم بالشكر الجزيل، وسأقوم بأقصى ما استطيع من طاقة، وان لم تحققوا لي هذه الرغبة فانني اتقدم من خلال هذه الرسالة بطلب إحالتي الى التقاعد وذلك بعد هذا العمر الطويل الحافل بالعمل الشاق، ويؤسفني أن أطرح هذا البديل ولكن الضرورة هي التي ألجأتني الى ذلك. أرجو ان تنظروا معاليكم الى طلبي بعين التقدير، وتفضلوا بقبول فائق الاحترام والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته. المخلص لكم سليمان بن علي الكندي قاضي الرستاق